Thursday, March 19, 2009

ضوءُ الروح*


كل لحنٍ نصيرِيٌّ شمَّي

هو بعضُ البركان الناطقُ فيك

حينَ تستمعُ ,,,فتعزفُ إذناك

لحنَ وردةِ تُعانقُ عطر

لحنَ شوقٍ ينتهي بشوق

لحنَ مطرٍ يغازلُ غيمة


كل حرفٍ متصوفٍ مني,,, فيك

تردده القراميد ترتيلا ,,, عند شرفتك

تَبعثهُ سربَ حمامٍ ابيض في سماء قصيدة

تحكي عني وعني ,,, وعنك وعنك وعنك



كل ليلةٍ باردة

تباركُ خيانة وسائدي معك

حين توقض مراياي النعسة قربك

فقط كي تتوضأ نجماتها فجراً بطهرك



كل صغير جائع

يسكن قرية البؤس

يحمل عني وعنك

بردَ قسوتك ودفء خُبزك

وطعمَ دمعي ومسارات يتمك



كل موانئ الأرض

تحملُ في صداها وجهك

حين تميل لتقرأني عينك

فيميل معك ميزان منطقي

فيفرح حزني ويمطر تموزي

وتولد طقوسي بملامح عطرك



كل الصحفِ تنشرُ اسمي

على لائحةِ المتهمينَ بك

تنشرني منفى يشتاق وطن

وصحراءَ قاحلة

تتمردُ على ميلان الأرض

فتعتكفُ فقط بوصلةَ بسمتك



كلَ سجونِِ العالم

تنتظر أن تطلقني حريةً لأجلك

لأتذوقَ مرة..ولو مرة واحدة فقط

طعم السكرِ حين يفارق القهوة

وطعم البرتقال حين ينقسم العالم

إلى نصفين

نصف يحبك ونصف يحبك




*ضوء الروح
عُنوانُ قطعةٍ موسيقيةٍ لنصير شمه
تكادُ تكونُ همسةٌ للروحِ الفارغةِ
إلا من ضوءِ روحٍ هي كلٌ لكلِ كل.

الشعر خبزاً



كان ذات حزن..حين كانت الأقنعه تتخذ الحرف براءة

صغيرة تبتدا بأسم السوسن نهاراتها المرهقة


وتغفو عند المساء بين ثنايا تراتيل جزع


تبحث عبثا عن سماءها الثامنة


وعن فرق في اللافرق


وسلة الخبز الماضيه مع مريم


والمنتظرة مع من سيأتي ببسمة


تبحث عن حرف تائه للغة ما


لغة تسكن المطر وحرفها صغار الحمام


تبحث عن ما لا تعرف وتفتقد من لم يحضر



وذات مرة ...فاجأها عصفور من زمن الحلم


زمن الجنيات ...زمن الطين واللون الابيض


قال:


((امنحيني جناحاكِ ...امنحك لغة))


((الشعر ايتها الصغيرة...طفل الروح المولود في زمن نبضة))


((الشعر كهل يصغر ليمنحنا عكازاته))


((اللغة أساور لا يلبسها الا من قيدة التمني وحريته الاحساس وذراعه النور ))


(( الجناح وجع دامع للامل))


((الرسم في الحرف...دوائر كبيرة توصل بين الغيم والمطر


والورد والعطر ...والسماء والبذرة الواهنة في قلب ارض تعشق الحرية))



هو مزيج من السحر والطهر))


((القلائد المزروعة عند قوافيه ...مسلات تكون فقط


حين لانلوك الكلمة بالكذب والحرف بالادعاء والقصيدة بالــورق الاخضر

قال:


(( الشعر مطرقة القاضي حين يجزعه ضجيج المكان))


((سموات اللهفة حين نعشق...وصدر البكاء حين تغفو الوسادة ))


((الشعر بنات اللغة المبصرة ..في زمانات التيه))


((بصيرة من الله تبتدا بروح وتنتهي بروح))




أجابت وعكازها تموز


خذ الناي والروح والكف وامنحني مفاتيح النافذة


كي تمنح الكف أصابع وخطوط لترسم


امير لحيتة نجمة وشيبه قمر


وامام مؤمن حين لامس القافية باتت ظوء


وبات بُعده يسكن الشغاف كي يكون قرب


وصغار يتامى بلا اب والام ناي ازلي


يكترث للصوت لا للصدى


وللحكمة لا للطواحين التي تدور في غفلة عن الريح


وللحق ...عريس كل الاسابيع وقتيل كل الاشهر


لا
للظلم ..سيد الايام وعش الغربان عند جبل الغرور


يرسم عند جبين البيادر وجه الضحك


ووطن مبتسم أهازيجه نصر وهزائمه نصر





واتفقا وكان وكان ...وطار ورحلت


وظل صوت الحرف...يعانق الزقزقة فيمنحنا فجر


وظل الشعر ...خبز